من وسائل هداية الله تعالى للناس على اختلاف أشكالهم وألوانهم وأعراقهم وأفكارهم وصنوفهم، أنه لن يحاسبهم على أي عمل اقترفوه إن لم ينبههم إليه، أو إلى الطريق الصحيح الذي سيسلكونه، فالله تعالى هو الخير المطلق وهو العدل اللانهائي الذي له قوانينه الخاصة، فهو أدرى بالإنسان من نفسه، يعرف ما يؤثر فيه ويعلم حقيقته وكيف يفكر وسيحاسبه حساباً عادلاً عن كل صغيرة وكبيرة فعلها خلال فترة حياته التي وهبه الله إياها، فأيضاً الحياة هي هبة من الله تعالى وهي بوابة الوصول إليه تعالى وهي الطريق الذي سيحدد مستقبل الإنسان في الآخرة. لهذا فرسائل الله تعالى إلى الإنسان أكثر من أن تعد وأن تحصى.
ومن الوسائل التي أرسل الله تعالى بها رسائله إلينا، والتي عرَّفنا عن طريقها بطريقنا وغايتنا التي خلقنا لأجلها، والتي عرَّفنا من خلالها أيضاً على وجوده وعلى ما يحب وما يكره، وعلى أهداف الحياة كلها، هي وسيلة الرسل والأنبياء، الذين أرسلهم إلينا، فكانوا خير مبلغ وخير حامل لهذه الأمانة العظيمة والحمل الثقيل، فكم لاقوا وتحملوا في سبيل هذه الدعوة وفي سبيل الإيمان بالله تعالى وحده لا شريك له،وفي سبيل نصرة المستضعفين في الأرض وإحقاق الحق للناس وتعريفهم بالباطل كي يتجنبوه في حياتهم، فكانوا منارات أشعّت هدى ورحمة وحب للعالمين.
حتى يقتنع الناس بالأنبياء والرسل وكي لا يكون لهم على الله تعالى حجة، فقد جعلهم الله تعالى أفضل البشر من ناحية الصفات، فإذا ما نظرنا إليهم من ناحية الأخلاق وجدناهم أفضل الناس خلقاً، وإذا نظرنا إليهم من ناحية الخِلقة وجدناهم أجمل الناس وجوهاً وأكثرهم تناسقاً في الأجسام، أما من ناحية الوضع الإجتماعي فلهم مكانة مرموقة بين أقوامهم، لا يختلف عليها اثنين ممن كفروا بهم وأنكروا رسالاتهم.
أما بالنسبة للفرق بين النبي والرسول فالرسول هو من أرسله الله تعالى إلى قومه وهو مأمور بالتبليغ عن الله تعالى، فالله تعالى يوحي إليه بشرع جديد، تختلف عن التشريعات التي شرّعت قبله، وقد يكون ممن نزلت عليهم كتب سماوية مقدسة، أما النبي فهو إنسان يوحى إليه وهو أقرب إلى أن يكون مصلحاً في قومه غير مأمور بالتبليغ وهو ليس حاملاً لرسالة جديدة أو ليس مبلغاً لكتاب سماوي مقدس كالرسول، إضافة إلى ذلك فهو يقرر شرع من سبقه من الرسل، والقاعدة في هذا الموضوع تقول أن كل رسول نبي ولكن ليس كل نبي رسول.
المقالات المتعلقة بما الفرق بين الرسول والنبي